(تجارب تنموية تستحق التأمل .. #تجربة_سنغافورة)
تأتي تجربة سنغافورة نموذجا يستحق الدراسة, خصوصاً بعد أن تم فصلها عن ماليزيا لتصبح دولة منفصلة.
سنغافورة عام 1960 م كانت تتمتع بكثير من المشاكل مثل القمامة بالطرق العامة و الإستحمام بالشوارع بالإضافة لقمة الفقر و التخلف الحضاري و الأخلاقي, لدرجة ان رئيس الوزراء " لي كوان يو " كان يشتكي دائماً من البثق الدائم في الشوارع و خاصة سواقين التاكسي .. كما هو الحال بمصر!, سنغاقورة كانت معروفة بالعشوائيات و المحلات المكدسة و أماكن السكن الغير منتظمة.
عام 1965 م إنفصلت سنغافورة عن ماليزيا لتصبح بلد منفصلة بذاتها بكل ما لديها من مقومات .. لكن ما الحال و ماليزيا مساحتها ضعف مساحة سنغافورة, ماليزيا بها موارد مثل الخشب و المطاط تقدر تعتمد عليها إقتصادياً .. لكن سنغافورة لا يوجد بها أية موارد كما بها شح في المياة.
كلها عوامل محبطة لدولة ليست بها أية موارد و لكن بالعزيمة و الإصرار و القيادة الحكيمة لرئيس وزرائها " لي كوان يو " فكانت أول خطواته :
1- توحيد الدولة نحو هدف واحد ( الوحدة الوطنية ) رغم الأعراق المختلفة بمعنى أن يوجد تعدد طائفي و قبلي و أيديولوجي, كل منهم له دين و عادات و أخلاق, لكن كان من أهم اولويات " لي كوان يو " أن يفهم الكل أن سنغافورة هي الأولى بعيدا عن أي إعتبارات .. الكل يعمل من أجل الدولة و مصلحتها, فوضح ذلك في المدارس و المناهج التعليمية.
2- إهتم بسن القوانين و تطبيقها على كل الشعب دون أي محسوبات, و ذلك لأن سنغافورة بلد تفتقر إلى الأخلاق و القيم فرأى ان سن القوانين الصارمة هى أولى الخطوات لكي ترتقي البلد و أفعال الناس .. لذلك عرفت سنغافورة على إنها بلد #الغرامات, حتى إنهم طبعوا قوانينهم على كل شيء حتى على أدوات الطعام و الملابس و الألعاب المسلية لهم, ممكن أن يبدو كل هذا شيء مخيف و ممل لكن بهذا إرتقت سنغافورة حين إحترموا قوانين البلاد و طبق القانون على جميع أفراد الشعب بلا إستثناء.
3- القضاء على الفساد, بمعنى القضاء على الرشاوي و المحسوبيات و الوساطة, لدرجة إنهم حاسبوا رئيس كنيسة لديهم و وزير الدفاع المدني لديهم بسبب قضايا فساد, فلا إعتبار لسياسيين أو رجال دين مهما كان طبقات المجتمع يطبق عليهم القانون.
4- إهتمت سنغافورة بالإستثمار و التسهيلات التجارية, لذلك سنغافورة من أسهل الدول أن تفتح بها مشروع بكل سهولة بالإضافة على إعتمادهم الكلي على التكنولوجيا في فتح أي مشروع جديد دون ضياع الوقت و المجهود بين المصالح الحكومية و الأوراق و تعسف الموظفين.
من سنة 1965 و حتى الآن .. سنغافورة في تقدم و رقي دائم عن ماليزيا رغم مقوماتها, فإن الإرادة و العزيمة و الإصرار و حسن التخطيط و القضاء على الفساد و الإهتمام بالإقتصاد, هم اهم العوامل التي إعتمدت عليهم إدارة حكومة سنغافورة .. حيث أدى ذلك إلى تحسن سنغافورة 80 ضعف ما كانت عليه عام 1965 م, على عكس ماليزيا تحسنت فقط 40 ضعف ما كانت عليه في نفس السنة.
مهما كانت الأمور صعبة, ما زال يوجد أمل في الإصلاح و التنمية .. ليس فقط بالقيادة الحكيمة لكن بشعب واعي يقبل التطوير و يسعى إليه دائماً.
#نظرة
م/هاله نصير
#نظرة
م/هاله نصير

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق