السبت، 15 أغسطس 2015

12 : 5+5 ...؟

                                                   5+5...؟
5 + 5 = .... ؟! ========================== هل جيل الشباب الذي شهد ثورتي يناير ويونيو هو جيل محظوظ أم لا؟ لا تتسرع في الإجابة وكذلك لن أتسرع أنا الآخر، السطور القادمة ستكشف لك عن الجواب ولن يستغرق قراءتك لها سوى دقائق معدودة. هذا الجيل شهد الفوائد الخمس التالية: ------------------------------------------------------------------ 1. شهد ثورتين في عامين، وهو أمر لا يتكرر كل يوم خاصة في بلد يقدس "الاستقرار" مثل مصر. 2. شهد انفتاحًا في السياسة سواء على مستوى النقاش السياسي البسيط أو المناظرات الفكرية العميقة أو الممارسة السياسية ذات المتاهات المتعددة. 3. شهد سقوط أنظمة وأخرى، وما بينهما من صراع الأنظمة القديمة كي تعود ومحاولات الدولة الجديدة للقيام. 4. شهد لعبة سياسية مكشوفة الأوراق بصورة كاملة أو على الأقل 90% من أوراق اللاعبين السياسيين مكشوفة وهذا على غير العادة في ألعاب السياسة ذات الأجندات الخفية. 5. شهد صراعًا محمومًا على الحكم، وليس فقط على السلطة وهو أسوأ أنواع الصراعات وأحقرها على الأطلاق، مما يكسب الإنسان مناعة ضد الأحداث، فلن يرى في حياته صراعات سياسية أسوأ ولا أحقر من ذلك. ربما تظن أنني أرى أن هذا الجيل محظوظ، ولكن مهلًا ... لا تتسرع لكي تستفيد من الفوائد الخمس، لابد من شروط خمسة أخرى للفوز وهي كالتالي: ----------------------------------------------------------------------------------------- 1. أن يبتعد الفائز عن جو الاستقطاب؛ بمعنى أن ينأى عن طرفي النزاع، فكلاهما يقتل نفسه ببطء فبعد الضربة القاضية الذي سيوجهها لخصمه سيسقط هو نفسه من شدة الإعياء لأنه شارك في صراع صفري "Zero Game" أو كما يسمونه "أخسر أنا وتخسر أنت". 2. أن يختلط الفائز بجماهير الشعب المصري؛ لأن الثورة أحدثت تغييرًا في البنية المجتمعية المصرية وليس فقط في البنية السياسية، فعليك أن تفهم من ستخدمهم حتى لا يثوروا عليك ثانية ... وهذا بالمناسبة أمر وارد جدًا إذا تكررت أسباب الثورة. 3. أن ينأى الفائز بنفسه عن الانجرار في معارك جانبية هامشية تكتيكية يومية ليست ذات أهمية قصوى على المدى البعيد. 4. أن يكون الفائز صاحب أيدولوجية مرنة وليست صلبة؛ بمعنى ألا ينحصر في سجن أيدولوجيته بل يجعلها موجهًا لحركته وليست مقيدة لها، ضابطة لمسار قراراته وليست مكبلة لها. 5. أن يسعى الفائز للالتقاء مع غيره، والانفتاح على الأفكار الأخرى والجديدة والغريبة أيضًا، بدلًا من أن يبقى أسيرًا لفكرته هو وتياره، حتى يتمكن من الخروج خارج القفص بأفكار جديدة ومبدعة وبدائل غير تلك البدائل منتهية الصلاحية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه وأخيرًا ... سيبقى السؤال مفتوحًا والإجابة لك: هل نحن ـ جيل ثورة يناير ـ سنكون من المحظوظين أم لا؟!

#نظرة
د/مصطفى كريم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق