السبت، 8 أغسطس 2015

7: المفاتيح العشر للتقدم والتنمية في مصر ...


                                                 المفاتيح العشرة للتقدم والتنمية في مصر


بعد ثورتين أصبح طموح المصريين بلا سقف تقريبًا، حتى وإن رضوا بصعوبة المعيشة وضيق ذات اليد، ولكن لم يعد طموحهم كما كان سابقًا، بل أصبح لدى قطاع واسع منهم إحساس عميق بأن مصر تستحق الأفضل، تشابه الطموح ولكن تعددت الأساليب، ما بين مسار عنيف يهدم ولا يصلح، وبين مسار ثوري يعترض ولا يقدم في كثير من الأحيان بدائل وبين مسار إصلاحي متدرج، يخطو بثبات نحو المستقبل.
وهذا المسار الإصلاحي هو الأكثر قدرة على تحقيق التقدم والتنمية في مصر، وله ركائز عشرة تمثل المفاتيح العشرة للتقدم والتنمية في مصر وهي كما يلي:
1. يرى المسار الإصلاحي أن طريق الإصلاح هو الطريق المتدرج عن طريق الحوار وليس الصراع.
2. يرى المسار الإصلاحي أن الأيدولوجية هي وسيلة داعمة للتحرك وضابطة له، وليست غاية تعيش وتموت من أجل تحقيقها، وإنما الإصلاح وفقط هو الغاية والهدف.
3. يرى المسار الإصلاحي الأزمة الحالية في مصر أزمة سياسية وصراع سياسي وليست أزمة هوية، ومن ثم استدعاء الأيدولوجية الدينية خطر لأنه وهم وتجارة بالدين من جهة وإيذاء للدين من جهة أخرى.
4. يرى المسار الإصلاحي الأزمة في مصر تطول المجتمع "على مستوى عالم الأفكار والعلاقات والإنتاج" وليست أزمة في السلطة الحاكمة.
5. يرى المسار الإصلاحي أن نقاط الاتفاق في في المجتمع المصري أكثر من نقاط الاختلاف ولذلك هو يعمق نقاط الاتفاق ويحاول أن ينأى بنفسه أن يشعل النار عند نقاط الاختلاف، ومن هنا هو لا يساهم في الاستقطاب ولا يساعد في إذكائه وإنما يقف في وجهه بشدة.
6. يرى المسار الإصلاحي أن الوطن أرض وذاكرة وهوية وعائلة كبيرة، وأن كيان الدولة لابد من الحفاظ عليه، حتى يكون لدينا ما نبدأ منه الإصلاح، فإن كان لديك عمارة تحتاج لإصلاح فليس من الحكمة هدمها بالكامل، استفد بما فيها وابنِ عليه.
7. يرى المسار الإصلاحي أن العنف كوسيلة للتغيير، وسيلة فاشلة عمليًا وفكريًا ومنطقيًا وواقعيًا وتاريخيًا، وتكرارها مرة أخرى مع توقع نتائج مختلفة هو حمق وليس فقط خطأ في التقدير.
8. يرى المسار الإصلاحي أن الشباب هو من سيبني مصر، ولكن الشباب حتى الآن لم يقدم نموذج في البناء كما قدم في الهدم، وصورته الذهنية عند المجتمع أنه الثائر على كل شيء وأي شيء بأي طريقة حتى وإن كانت خاطئة، وهي صورة تحتاج لتبديل وتغيير وعمل حقيقي لتغييرها وليس لتثبيتها في أذهان الناس.
9. يرى المسار الإصلاحي أن المجتمع المصري به من الإمكانيات الكثير وهو متقبل للمجتمع بكل مشكلاته وإن كان غير موافق على سلبياته، ولكنه لا يلعن المجتمع ولا يتهمه بالتخلف والعبودية، وإنما يرى أنه معذور فهو لم يجرب حرية الاختيار ولم يمارس التعددية ولا السياسة من قبل فلذلك ينبغي علينا أن نكون المعلم الرفيق والطبيب المعالج ولسنا قضاة عليهم نحكم أو الناقد السلبي الذي يسيء.
10. يرى المسار الإصلاحي أن الأسهل هو نقد الواقع فهو يريح النفس وينفس عما فيها، ولكنه لا يحل المشكلة ولا يخرجنا من الورطة، وأن الأسهل على الإطلاق ترك الساحة والهجرة أو اليأس ... واليأس ـ بالنسبة للمسار الإصلاحي ـ خيانة عظمى.
هذا المسار هو الأمل الباقي لمصر، وهو المسار الوحيد القادر على الانطلاق بمصر لتنال مكانتها الطبيعية بين الأمم.
#نظرة
(د.مصطفي كُريم )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق